بحرينية تحصل على «الليسن» في الخـامسـة والخمسين مــن عمرها

وتعلّمت لتمحو أميتها
بحرينية تحصل على «الليسن» في الخـامسـة والخمسين مــن عمرها

قلما تصادفنا حالات نجد فيها الطموح يتعدى السحاب، كحالة الجدة معجبة صالح سعيد ‘’بحرينية من أصل يمني’’، حيث لم يعرقل سنها المتقدم ما طمحت إليه، ولم تثنها عنه نظرات ودهشة رآها، فوجود امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها وراء مقود تعليم السياقة أمر غير مألوف وأن أنكرنا ذلك.

قبل أسبوع واحد فقط حصلت ‘’أم أحمد’’ على رخصة السياقة بعد أن خاضت الامتحان لـ 6 مرات، وقررت منذ تلك اللحظة أن تتولى مسؤولية شراء احتياجات منزلها، ساحبة البساط من تحت قدمي زوجها الذي كان هو من شجعها للمضي قدما نحو خوض هذه التجربة.

لم تنف أم أحمد أنها لم تفكر قط بسياقة السيارة، وأن الحاجة هي من دفعتها إليها دفعا، بعد أن أكتشف الأطباء أصابة زوجها بالسرطان في الكبد والبنكرياس، فقررت أن تعتمد على نفسها ‘’من يدري ربما أحتاج إلى من يأخذني أو زوجي إلى المستشفى، ومن سيوفر باقي احتياجاتي من لوازم منزل أو غيرها.

تقول ‘’أم أحمد’’ وهي جدة لـ 12 طفلاً و’’اثنين في الطريق’’ ومن مواليد العام ,1952 أنها لم تحرك سيارة من قبل ولم تجلس وراء المقود قط، وأن فكرة الحصول على رخصة القيادة جاءت أثناء حوارها مع زوجها، الذي شجعها رغم خوفها الذي كانت تخفيه، همست لزوجها بأن الوقت قد فات ربما على هذه الفكرة ‘’ولكنه رفع من ثقتها بنفسها عندما قال إن الوقت قد حان ولم يفت، ولخوفها من رفض طلبها في إدارة المرور والترخيص أخفت الأمر عن أبنائها في البداية إلى أن حصلت على ‘’الكجة’’، إلا أن ظروف عملية زوجها في الأردن ورحلة علاجه قطع عليها طريق التدريب لمدة 6 أشهر، وعادت بعدها فرحة بنجاح العملية وشفاء زوجها ولم تنس أنها بدأت طريق تدريب السياقة، فبدأت في البحث عن مدربة إلى أن أبتسم لها القدر وحصلت على واحدة لانشغال الكثيرات وعدم وجود ساعات شاغرة.

تضحك وهي تتذكر تلك اللحظات التي سجلتها في ذاكرتها بأنها كانت بمعية ابنتها، وسألت المدربة عن التلميذة، لتفاجأ بأنها الأم وليست الابنة، الدهشة ارتسمت على محيا المدربة التي لم تخف استغرابها وتخوفها عندما قالت لها بأن عملية التدريب ستكون شاقة وطويلة عليها لتقدمها في السن ‘’هل أنت مستعدة يا أم أحمد؟’’ لتجيبها بالإيجاب وأنها قررت الاعتماد على نفسها، تهمس ‘’لم تكن لي أي خلفية عن قيادة السيارة، ولا عن الشوارع وتخطيطها، فتدربت لساعات أكثر من تلك المحددة إلى أن دخلت الامتحان الأول وأخفقت فيه، ولكني استطعت أن اجتاز امتحان داخل المدرسة من المرة الثانية، وامتحان خارج المدرسة من المرة السادسة، فكلفني ذلك أكثر من 400 دينار بحريني’’.

تقول ‘’أم أحمد’’ انها كانت تقود السيارة بشكل صحيح مع المدربة إلا أنها ترتبك عندما تكون مع الممتحن، حتى أنها في المرة قبل الأخيرة قررت أن تترك أمر القيادة إذ ما رسبت في الامتحان، ولكنها تمكنت من اجتيازه، هي اليوم قررت أن تقود سيارة زوجها وتتولى مسؤولية توفير احتياجات منزلها وتريح زوجها منها على حد قولها ‘’الاعتماد على النفس فضيلة’’ هكذا قالتها وهي تضحك فخرا.

ليس هذا فقط ما قامت به ‘’أم أحمد’’ لتكسر الحواجز وتصل إلى طموحها، فقد محت أميتها العام 1987 أي عندما كانت في الخامسة والثلاثين من عمرها، وذلك بعد أن وضعت في موقف جعلها تقرر أن تخوض هذه التجربة، حيث كانت في المركز الصحي وطلب منها الذهاب إلى غرفة رقم 7 للكشف والمعاينة، تقول انها تعرف العد حتى الألوف ولكنها تجهل القراءة، فظلت تبحث من مكان لآخر عن تلك الغرفة، حتى قيل لها بأنها في الطابق الثاني، فاستمرت في البحث حتى أضناها البحث فسألت إحداهن التي ارتسمت على محياها الدهشة وأشارت إليها بالغرفة التي كانت واقفة بجوارها دون أن تعلم، ومن تلك اللحظة قررت أن تدخل صفوف محو الأمية وواصلت حتى الصف الخامس الابتدائي، إلا أنها لم تكمل الصف السادس لانشغالها بتربية الأبناء، تضحك وهي تقول إنها كانت الأولى على الصف وتحصل على درجة 99% في كل من اللغة الانجليزية والعلوم، كما أنها ‘’أشطر واحدة ‘’ في مادة الرياضيات التي تصل درجاتها فيها إلى ,86 تضيف بأنها اليوم تقرأ القرآن بعد أن كانت تجهل ذلك وتكتب الرسائل إلى أهلها وتدرس أحفادها حتى الصف الرابع الابتدائي وتختم لتقول ‘’وهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون’’ صدق الله العلي العظيم.

:::::

مراسلكم (( ولد العيسى ))

^^

يعطيك العافية مراسلنه ع الخبر

عساك ع القوة

مشكور اخوي ع الخبر وعساك دوم ع القوة

خوشي والله

ثانكس عالخبر Smile